من تقاليد الايرانيين القديمة "تنظيف المنزل"(خانة تكاني)، وهو تقليد عند الايرانيين يمارسونه قبل بداية السنة الجديدة.
وقد حافظ الايرانيون منذ القدم الى يومنا هذا على كثير من تقاليدهم القديمة وتشبثوا بها لانها جزء من هويتهم وشخصيتهم الايرانية، وتقليد "تنظيف المنزل" احد هذه التقاليد التي ما زال الايرانيون متمسكون بها.
وتنظيف المنزل او "خانة تكاني" بالفارسية هو استبدال ما امكن من محتويات المنزل القديمة بالجديد منها وتنظيف المنزل والاثاث واضفاء نوع من الجدة على داخل المنزل وربما خارجه ان امكن.
وحسب الثقافة الايرانية القديمة المتوارثة فان الايرانيون ينظفون منازلهم لطرد الشر والحزن والكآبة والفقر وكل ما هو سيء بتنظيف الاثاث او استبدالها بالجديد منها وتبيض او تلميع الاواني النحاسية التي كانت تستعمل قديماً ليستقبلوا السنة الجديدة بالفرح والامل بحياة سعيدة جميلة ليدخل الى منازلهم الخير والرزق الكثير والسعادة مع الاسرة والاحبة.
ويرى بعض الباحثين في الدين والتاريخ الايراني القديم ان تنظيف المنزل نابع من تعاليم الديانة الزرادشتية قديماً، فحسب الديانة الزرادشتية فان الارواح الطاهرة الخيرة التي تسمى "فروهرها" تأتي في آخر السنة واول السنة الجديدة.
كذلك يعتقد الايرانيون القدماء ان الارواح الشريرة تقطن وتختبئ في زوايا المنزل والاماكن التي يصعب تنظيفها او الاماكن المظلمة في المنزل لذا يجب تنظيف كل جزء وزاوية في المنزل وكسر الاواني القديمة واستبدالها بالجديدة واقتناء الالبسة والتجمل والتزين بالزينة المناسبة كل ذلك مما يطرد الارواح الشريرة ويفتح الابواب لدخول الارواح الطاهرة الخيرة الى المنزل.
واليوم يمارس الايرانيون هذا التقليد القديم بما يشبه الطريقة القديمة حيث يجدد الناس محتويات المنازل من اثاث واواني واجهزة منزلية وينظفون المفارش او يشترون الجديد منها وينظفون كل مكان في المنزل وربما طلى بعضهم جدران منزله وابوابه.
وينشغل الايرانيون هذه الايام وهي الايام الاخيرة من السنة الايرانية بتنظيف المنازل استعداداً لاستقبال العام الجديد في 21 من مارس وعيد النوروز.
ا.س/هـ.ع